أسبوع حافل بعروض سينمائية تفوق 50 فيلما، حملت عنوان “حقوق الإنسان في عالم افتراضي”، يصاحبها معرض فني يعبر عن الواقع بنظرة فنية مختلفة، وندوات تفاعلية تبحث في “حقوق الإنسان وحرياته في العصر الرقمي”.
مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الـ12 يفتح باب الجدل والتساؤلات حول أشكال التواصل البشري في عالم افتراضي، ليترك للسينما مجال البحث والنقاش فيها، وصولا لإجابات شافيات، وفق المنظمين.
تتميز هذه الدورة عن سابقاتها بفتح باب النقاش أمام الشباب وصنّاع الأفلام والمحتوى الرقمي والصحفيين في ندوات تفاعلية تبحث في فكرة “حقوق الإنسان في العصر الرقمي، بين الحريات الفردية والهيمنة الجماعية”.
فيلم “أميرة” وحالة جدل
المهرجان افتتح أعماله الفنية بعرض الفيلم الروائي الطويل “أميرة” للمخرج محمد دياب، ويعتزم الأردن ترشيحه لجوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
في حين شهد الفيلم -على منصات وسائل التواصل الاجتماعي- حالة من الجدل والاتهام بإساءته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإهانة تضحياتهم في قضية النطف المهربة، خاصة وأن حبكة الفيلم عن زوجة أسير تنجب من نطفة مهربة، لكنها تكتشف بعد سنوات أن ابنتها من نطفة جندي إسرائيلي.
وعلى هامش المهرجان، افتتح معرض فني حمل اسم “ضمير الفن” للفنانين زيد شربجي ومحمد عبد الهادي، وقدم تجربة متميزة لمشاركة الجمهور رسوم غرافيك وأفلام قصيرة جدا على شكل خواطر بصرية وملصقات ساخرة تعبر عن الواقع بنظرة فنية مختلفة.
الحريات والإنترنت
فعاليات الهرجان شهدت ندوة حوارية حول حقوق الإنسان في العصر الرقمي بين الحريات الفردية والهيمنة الجماعية، خلص فيها مشاركون إلى أن الحريات وحقوق الإنسان عبر الفضاء الإلكتروني مقيدة، ويمارس عليها التضييق.
مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة قالت للجزيرة نت إن المهرجان خصص هذه الدورة لمناقشة “سينما الإنسان” والتأثيرات التي طرأت على السينما بين العالم الحقيقي وتداخلات العصر الرقمي وتأثيراته على حريات وحقوق الإنسان.
وتابعت أن جائحة كورونا حالت دون التوسع في حضور الجمهور لفعاليات المهرجان، وطغت سمة التباعد بين الحاضرين، “لكننا مصرون على أن نوصل رسالة حقوق الإنسان وحرياته لكافة شرائح المجتمع”.
ناقش المشاركون في الندوة جملة من القضايا، أبرزها قضية الوعي الذي تقدمه شبكة الإنترنت للمبدعين، وقضايا العنف ضد المرأة والأطفال وأسباب انتشارها عبر العالم الافتراضي، وأوجه الخلل والتضييق على الحريات وحقوق الإنسان في التعبير بحرية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وحالة الرقابة عليها، بحسب المنظمين.
سينما الحي والتباعد
إدارة المهرجان حرصت في هذه الدورة على افتتاح “سينما الحي” على جدران عمارات سكنية في منطقة جبل اللويبدة، وذلك للسنة الثانية على التوالي، في محاولة منها للوصول الى أكبر عدد من الجمهور الذي حالت جائحة كورونا وإجراءات التباعد الاجتماعي دون حضورهم للفعاليات.
وعلى جدران المباني عرضت مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية والمتحركة القصيرة، تنافس على جائزة “ريشة كرامة”.
المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب قال -للجزيرة نت- إن المهرجان واجه جملة من التحديات، أهمها جائحة كورونا وتبعاتها، وحالة التضييق على حريات وحقوق الإنسان خلال مواجهة الفيروس، سواء حريات التنقل والتعبير وغيرها.
إضافة إلى ظهور أجيال جديدة من الشباب فتحت أعينها على عالم افتراضي تحكمه منصات تواصل اجتماعي وشبكة الإنترنت، فباتت لدينا أشكال جديدة من التواصل البشري لكنها عن بعد، وتستحوذ على وجدان الأجيال وإنسانيتهم، بحسب الخطيب.
ويضيف “نسعى لإعادة السينما للأحياء كما كانت عليه سابقا قبل رحيلها إلى صالات المسارح في المولات، وذلك من خلال سينما الحي التي تُعرض على جدران المباني في جبل اللويبدة”.
ويقدم المهرجان جملة من الأفلام الطويلة والقصيرة التي تعرض لأول مرة في الأردن، إضافة إلى فعاليات فنية وثقافية أبرزها منتدى الشباب السنوي الذي يركز في هذه الدورة على قضية “تحديات الشباب في سوق العمل البديل”، من خلال مناقشة تجارب شبابية متنوعة فاعلة في المجتمعات.
اهتمام جماهيري
ويحظى مهرجان كرامة منذ انطلاقته بمتابعة واسعة من قبل الرواد الذين شاركوا على المنصة الإلكترونية من مختلف الأرجاء لمتابعة العروض والفعاليات التي تسلط الضوء على كل ما هو جديد في سينما “حقوق الإنسان” من العالم.