التربية البيئية هي مفهوم يهدف إلى تعزيز الوعي والمعرفة والقيم والمهارات اللازمة للمحافظة على البيئة والتعامل مع التحديات البيئية المختلفة. وتشمل التربية البيئية جوانب متعددة من الحياة البشرية، مثل الاقتصاد والصحة والثقافة والتنمية المستدامة.
وتهدف التربية البيئية إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحفاظ على تنوع الحياة البرية والبحرية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتشجيع المشاركة في إيجاد حلول مستدامة للتحديات البيئية المختلفة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تؤدي إلى تحسين البيئة والحد من الآثار السلبية للأنشطة البشرية على البيئة.
وتستخدم التربية البيئية العديد من الأساليب والتقنيات، بما في ذلك الدروس والمناهج التعليمية المخصصة، وورش العمل والتدريب، والفعاليات البيئية والحملات الإعلامية والتوعوية. ويشمل الجمهور المستهدف للتربية البيئية جميع فئات المجتمع، بدءًا من الأطفال والشباب وحتى الكبار والقادة السياسيين والاقتصاديين وغيرهم.
نظرا لهذه الأهمية التي تحظى بها التربية البيئية فقد تنوعت التعريفات التي تناولتها حيث :
(1) عرفتها منظمة اليونسكو بأنها ” منهج تربوي لتكوين الوعي البيئي من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تنظم سلوكه وتمكنه من التفاعل مع بيئته الاجتماعية والطبيعية بما يسهم في حمايتها وحل مشكلاتها ” . (منظمة اليونسكو:1990)
(2) عرفتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على أنها ” تكوين المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيقي وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة ، وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان ، وحفاظ على حياته الكريمة ، ورفع مستوى معيشته “. ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، 1976 : 22 )
(3) عرفها بيتلر بأنها ” أسلوب في التدريس والتعليم يساعد الطفل على تطوير المهارات والمعرفة والقيم الأساسية لحل المشكلات البيئية “. ( 1988:33 ,Beutler)
(4) يرى ستاب أن التربية البيئية هي : ” عملية توعية سكان العالم بالبيئة الكلية ، وزيادة اهتمامهم بها ، وبالمشكلات المتصلة بها ، وتزويدهم بالمعلومات والاتجاهات والدوافع والمهارات ، التي تساعدهم فرادى وجماعات للعمل على حل المشكلات الحالية ، ومنع ظهور مشکلات جديدة “.
من خلال كل ما تقدم يتبين أن التربية البيئية هي من الوسائل التي تحقق أهداف حماية البيئة وصيانتها، وهي تشكل بعدا هاما من أبعاد التربية الشاملة و المستديمة لتعديل سلوك الإنسان وتنميته إيجابيا لإعداده للحياة وتكيفه معها ، و تطبيعه اجتماعيا مع وسطه الذي يعيش فيه مع بيئته الطبيعية جنبا إلى جنب.
مجالات التربية البيئية :
يمكننا تحديد مجالات التربية البيئية في النقاط التالية :
1- تعليم الجمهور:
وهو من أوسع المجالات ويعني بنقل المعرفة إلى كافة شرائح المواطنين للتعرف على المشكلات البيئية .
2- تعليم الفئات الاجتماعية والمهنية :
ولها تأثير كبير وواسع في المجتمع بحكم عملها ونفوذها ويتم ذلك خلال الدورات التدريبية والتنفيذية والتثقيفية وغيرها .
3- التعليم النظامي المدرسي :
يتم من خلال دمج موضوعات التربية البيئية في المراحل التعليمية كافة وفقا لخصائص وغايات كل بلد .
4- التعليم غير النظامي :
ويشمل تعليم وتدريب القطاعات كافة خارج إطار المدارس خلال دورات التعليم المستمر ، وقد ساعدت شبكة الإنترنت في دعم هذا النوع من التعليم في العالم وتتم من خلال مؤسسات المجتمع كافة ، كالأسر والنوادي ، والجمعيات ، والمتاحف والمعارض ، ودور العبادة ، ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية ..
ماهي الطرق والأساليب المعتمدة في التربية البيئية ؟
تتعدد وتتنوع الطرق التي تستخدمها التربية للتأثير في الأفراد من أجل خلق وعي واهتمام بالبيئة ومكوناتها ومن أهم هذه الطرق والأساليب ما يلي :
1- استخدام الأسلوب القصصي :
تعتبر القصة أسلوبا جيدا يمكن من خلالها إكساب الأفراد قيم و مفاهيم تسهم في الحفاظ على البيئة ، مما يؤدي إلى نمو الوعي البيئي وتنمية الأخلاق البيئية المناسبة .
2- استخدام اللعب والمحاكاة وتمثيل الأدوار :
وهو أسلوب لا يقل أهمية عن سابقه ، حيث يمكن من خلاله أن نصور الطابع المعقد لمشكلات البيئية ومصالح الأفراد التي تؤثر فيها ويتأثر بها .
3- أسلوب حل المشكلات :
وتتلخص خطوات هذا الأسلوب في تحديد المشكلة ، تصنيف المعلومات والبيانات ، تقويم المعلومات ، اختيار أحد الحلول ، تقويم الحلول .
4- دراسة الحالات :
وتكمن بدءا بمراقبة الطالب لكائن حي في بيئته الطبيعية ، أو تحولات الطاقة في إحدى المراعي ،أو دراسة التأثيرات البيئية ، وهي تتيح للأفراد فرصة التعمق في موضوع ما.
5- أسلوب العمل الجماعي :
وهذا الأسلوب ينمى الوعي البيئي من خلال التعاون والمشاركة في عمل اجتماعي بشكل مباشر ، مما يؤدي إلى اعتزاز الطالب بنفسه ، وكذلك تحمله للمسئولية ، كأن يشارك في إزالة الأتربة أو ردم الحفر والمستنقعات .
6- الرحلات والزيارات البيئية :
وتعتبر الرحلات والزيارات المخططة والهادفة أسلوب جيد في تنمية الوعي البيئي ، لأنها تزود الطالب بخبرات لا يمكن أن يصلها في ظل الطرق التقليدية .