ما يواجه التعليم في ظل جائحة كورونا يمثل تحدياً جديداً يستدعي التفكير بطرق وأساليب جديدة ومختلفة عما سبق؛ وذلك كي ينجح التعليم في التعامل مع المستجدات ويتغلب على الصعوبات الحاليّة والمستقبلية.
أصبح التعليم الإلكتروني أحد أهم الخيارات المستدامة للعملية التعليمية، التي من شأنها تعزيز جودة المُنتج التعليمي، و أفاد تقرير (2020) UNESCO بضرورة التخطيط ووضع الاستراتيجيات لفترة انتقالية ولأهداف طويلة الأجل لتحسين التعليم وتطويره في ظل الجائحة، ويشمل التحسين والتطوير تصميم محتوى أكثر حيوية ومرونة، يصل لجميع فئات المجتمع بسهولة ويسر.
يتم التعبير عن طموحات التعليم بشكل أساسي في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة من خطة عام 2030 والذي يهدف إلى “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع” بحلول عام 2030. وخريطة الطريق لتحقيق هدف التعليم، الذي تم اعتمادها في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تقدم إرشادات للحكومات والشركاء بشأن كيفية تحويل الالتزامات إلى أفعال (إطار عمل التعليم 2030). واليونسكو مسؤولة عن تنسيق الجهود لتحقيق هذا الهدف في المجتمع الدولي من خلال الشراكات وتوجيه السياسات وتنمية القدرات والرصد والدعاية اللازمة.
بينما تتحمل الحكومات المسؤولية الرئيسية في ضمان الحق في التعليم الجيد، فإن أجندة 2030 هي التزام عالمي وجماعي. فهي تتطلب إرادة سياسية وتعاوناً عالمياً وإقليمياً ومشاركة جميع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب والأمم المتحدة والوكالات متعددة الأطراف الأخرى لمعالجة التحديات التعليمية وبناء أنظمة شاملة وعادلة وذات صلة بجميع طالبي التعليم.
التعلم الافتراضي ضرورة حتمية في عصر الرقمنة
أدى استخدام شبكة الإنترنت في التعليم إلى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية كما أثر في طريقة أداء المعلم والمتعلم وإنجازها في غرفة الصف، فاستخدام الأنظمة المتعددة في الإنترنت سوف يغير الطريقة التي تؤثر بها التكنولوجيا في الحياة والعمل وسوف توفر للمتعلمين القدرة على الاتصال مع المدارس والجامعات ومراكز الأبحاث والمكتبات وغيرها وتساعدهم على نقل ونشر المعلومات، من أجل تحقيق مستوى عال وفعال من الاتصال والتفاعل بين مصدر المعلومة والمتعامل معها. وإن كان التعلم الافتراضي هو أحد تلك الأنظمة المتعددة التي تعتمد على التكنولوجيا فإنها أيضا تعتبر الحل الأمثل لبعض المعوقات التي تواجه نظام التعليم التقليدي عن طريق توفير الإمكانية التي تساعد المتعلم على الحصول على البيانات والمعلومات والتواصل والتدريب من خلال شبكة الإنترنت.
ازداد الاهتمام والطلب في دول العالم في السنوات الأخيرة على ما يسمى بالتعليم الافتراضي Virtual Learning حيث أصبح هناك العديد من المؤسسات التعليمية التي تطرح مساقات للتعليم عن طريق الإنترنت كخيار بديل عن المساقات العادية، مثل الجامعات الافتراضية Virtual Universities التي تعتمد بالكامل على التعليم الإلكتروني الذي تقام المحاضرات فيه عن بعد في غرف افتراضية على الإنترنت.
خصائص التعلم الافتراضي:
-يزيد في فرص التعلم للجميع ولاسيما المتعلمين المهمشين والمعوقين والمحرومين من التعليم النظامي.
-يستخدم التعلم الافتراضي في المحاكاة والتدريب من خلال ممارسة تجارب يصعب على المتعلم ممارستها في الواقع مثل التجارب المعقدة والخطرة والتدريب على الطيران المعقد أو قيادة السيارة في شوارع مزدحمة أو عيادات افتراضية للمصابين بالأمراض المعدية.
-يتميز التعلم الافتراضي بمرونته في التعلم المتزامن، أي في الوقت نفسه الذي يجري في الواقع، والتعليم غير المتزامن، أي المسجل بآلة تسجيل سمعية بصرية ويسمعها المتعلم على حسب ظروفه، وكذلك في اختيار المواد التعليمية المناسبة لحاجات المتعلم.
-يتم التعلم الافتراضي بطريقة تفاعلية بين المتعلم والمعلم الافتراضي، أو معا بطريقة الحوار بينهما، وهذا الحوار ضروري لكل تعلم ذاتي.
-يقلل التعلم الافتراضي من فرص هجرة العقول الشابة من بلدانها بحثا عن الجديد في المعرفة الذي تفتقر له دول عديدة في العالم، ويمكن ربط هذه التقنية بجامعات عدة مما يزيد من -فرص الاستفادة القصوى من الخبرات المتنوعة التي تمتلكها هذه الجامعات.
-لا يتطلب التعلم الافتراضي من وجود قاعات دراسية تقليدية بل قاعات افتراضية يمكن أن تضم عددا غير محدود من الطلبة.
معوقات التعلم الافتراضي:
-المعوقات المادية: مثل قلة أجهزة الحاسوب وتغطية الإنترنت وبطء سرعتها، وارتفاع سعرها.
-المعوقات البشرية: لأن عدد المعلمين الذين يجيدون “فن التعلم الإلكتروني” واستخدام الإنترنت محدود، وأنه من الخطأ التفكير بأن المعلمين جميعهم يستطيعون أن يساهموا في هذا النوع من التعليم.
-التكلفة الكبيرة لشبكة المعلومات بالإنترنت والتعلم الافتراضي وتوفير النماذج الافتراضية.
-صعوبة نظام التقويم والاعتمادية أو حرية التحول من كلية إلى أخرى.
-قلق المدرسين من البطالة بسبب التعلم بالحاسوب تعلما ذاتيا.
-الحاجة إلى مزيد من التحضير والتصميم والتطوير في بيئة افتراضية مفتوحة قبل البدء في الدراسة.
-صعوبة إعداد مادة علمية جيدة.
بعض التوجيهات والتوصيات لاستخدام التعلم الافتراضيدراسة Kibaru (2018)
-تعزيز التميز في التدريس من خلال بناء مواد ومناهج تعليمية إلكترونية.
-تحسين حجم الفصل الافتراضي.
-تحسين عملية اكتساب واستخدام تقنيات التعليم والتعلم.
-تطوير الاستخدام الاستراتيجي للبيانات.
-تدريب المدرسين وزيادة كفاءتهم.
-توفير بنية تحتية ذات جودة عالية من حيث الأجهزة والدعم الفني.