خلود القاسمي مصممة أزياء تونسية شابة، واحدة من أولئك الذين أبوا أن يبقوا مكتوفي الأيدي في وقت تواجه فيه الحكومة التونسية هذه الأزمة الصحية بإمكانيات طبية ضعيفة وبموارد مالية شحيحة.
قررت خلود مؤقتا اعتزال عالم الموضة، الذي طورت فيه مهاراتها لتنتج ماركتها الخاصة، إلى حين انقشاع هذه الأزمة، وحولت ورشتها الفنية التي اعتادت فيها صنع تصاميمها إلى مصنع صغير لإنتاج الكمامات الطبية الواقية.
من عالم تصميم الازياء الى مساعدة الاطباء
تقول خلود إنها انطلقت في صنع الكمامات بعد استجماع المواد الأولية من قماش وبلاستيك ومغلفات معتمدة على جيبها الخاص وعلى مساعدة ثلة من أصدقائها، متحملة في ذلك عبء خلاص أجور عاملات الخياطة العشرة اللاتي تولين عملية الحياكة داخل ورشتها الفنية الصغيرة.
وتحرص المصممة الشابة على إنتاج كمامات مطابقة للمعايير الصحية وقريبة جدا من تلك التي تباع في الصيدليات، موضحة “استخدمت ثلاثة أنواع من الأقمشة تضمن سلامة مرتديها، الطبقة الداخلية الأولى هي عبارة عن قماش غير منسوج وهي مخصصة لأولئك الذين يعانون من الحساسية، أما الطبقة الثانية فدورها هو ترشيح الهواء من البكتيريا ومنع دخولها للأنف، في حين تمنع الطبقة الخارجية الثالثة دخول كتل الرذاذ إلى الجزء المخفي من الوجه”.
فكيف وظفت عارضة أزياء تونسية مهاراتها في تصنيع الكمامات الطبية؟
تتجه خلود ورفيقاتها من عاملات الخياطة إلى الورشة منذ السابعة صباحا ولا تقفل باب مصنعها الصغير إلا عند حلول الرابعة مساء التزاما بحجر التجوال، ونجحت في الأسبوع الأول في صنع نحو 8000 كمامة بمعدل 1500 كمامة في اليوم.
تقول القاسمي: نجحنا الآن في تصميم أكثر من 20 ألف كمامة واقية، قمنا بتوزيعها على المستشفيات العمومية في أكثر من عشر محافظات..
وتضيف خلود أنها حصلت مؤخرا على دعم “منظمة أمن شباب تونس” التي وفرت لها المواد الأولية لصنع كمامات ستوزع على عائلات الشهداء وأعوان الأمن الذين يعملون ليلا نهارا لضمان تطبيق الحجر الصحي العام معرضين أنفسهم لخطر العدوى.
لقد نجحت أزمة فيروس كورونا على الرغم من بشاعة تداعياتها الصحية والنفسية، في استحضار اللحمة الاجتماعية بين التونسيين لمعاضدة جهود الدولة في القضاء عليه كل بما يملك.