لا شك أن التعليق الصوتى أو (voice over) بالانجليزية يعد حاليًا من أكثر المجالات الاذاعية انتشارًا فى سوق العمل والأكثر احتياجًا فى الآونة الآخيرة لا سيما بعد انتشار العمل من المنزل –freelancer– وازدياد وتيرته بشكل مبالغ فيه، حتى أصبحت هناك العديد من التنافسات ومحاولات الظهور والنجاح والعمل على البروز والسطوع أمام أصحاب الأعمال الذين يسعون للتعاون مع معلق صوتى محترف ليقدم لهم خدمات اعلانية، وتسويقية، وترويجية، أو أخرى خدمية أو أيًا كانت نوع تلك الخدمات الصوتية المطلوبة.
وفى هذا الصدد، ولِما ذكرناه عن المحاولات الحثيثة من الشباب للاندماج والارتقاء بمهارتهم، خاصةً المبتدئين فى هذا المجال وتطلعاتهم الدائمة لنيل فرص مناسبة للعمل فى هذا المجال المتميز وتحقيق ربح مادى مناسب؛ فإننا سنوضح لكم أفضل تلك السبل التى بامكانها دفع الشباب نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم فى هذا المجال.
الخطوة الأولى : تنمية مهاراتك : –
فلا خلاف على أن التعليق الصوتى مهنة تُبْنَى فى الأساس على موهبة دفينة لدى الشخص واستعداد فطرى لها قد يظهر فى نمط حديثه وميوله للاسهام منذ الصغر فى جماعات الخطابة والاذاعة المدرسية وما إلى ذلك، لكن كل تلك المؤشرات لا يمكنها فقط ضمان الحصول على فرصة فى هذا المجال، ولكن يحتاج الشخص لبعض الدراسة والتطوير من مهاراته، والتعرف أكثر على العديد من التفاصيل الخاصة بمخارج الحروف ومواضع السكون والقرار والجواب وغيرها من معايير التعليق الصوتى لضمان توصيل رسالة مقنعة تحقق الغرض منها لدى الجمهور المطلوب مخاطبته.
ومن تلك السبل التى يمكن اتباعها لتطوير المهارات الصوتية هى كثرة سماع ومتابعة المحترفين فى هذا المجال، بالاضافة للانضمام لفصول وورش تعليم تلك المهارات لاكتساب خبرات أكاديمية بالاضافة للموهبة الربَّانية.
الخطوة الثانية : تصنيف صوتك : –
التعليق الصوتى كما عرَّفناه فى البداية على أنه مهارة تسجيل مضامين ونصوص كتابية مقروءة وتحويلها لأصوات مسموعة سواءًا كان الهدف الترويج والتسويق والاعلان أو تقديم وتيسير الخدمات المختلفة، ورغم أنه تعريف واحد إلى أن العمل فى اطاره ينقسم للعديد والعديد من التصنيفات كالتعليق للاعلانات أو قراءة الكتب الصوتية أو تسجيل أفلام الكرتون أو التقارير الاخبارية أو تلك الأفلام الوثائقية أو أو أو ….. الى آخر ما يمكن استعمال الصوت فى إبرازه، ولِذا على المبتدئ فى هذا المجال أن يتعرف على ملكته الصوتية، وفى أى المجالات يمكنه الابداع والانجاز أكثر ومن ثم محاولة تطويره واكتساب خبرات أكثر فيه.
الخطوة الثالثة : دراسة الموضوع أولًا : –
يجب على المعلق الصوتى قبل البدء فى تسجيل الاسكريبت المطلوب أن يتعرف جيدًا على المضمون تحديدًا والهدف منه وتخيُّر الاسلوب الأنسب للإلقاء، ثم البدء بتجربة واثنتين وثلاث قبل أن ينتهى بالعمل النهائى بعد تحديد مختلف الظروف من قوة الصوت وشدته وحدته وارتفاعه وسرعته وما إلى ذلك حتى يضمن الخروج بمشروع مناسب ينال اعجاب صاحبه ويكون نقطة بيضاء فى أرشيف عمله.
الخطوة الرابعة : اختيار الأدوات المناسبة : –
ينصح خبراء الاذاعة والمتخصصون فى هذا المجال بضرورة التعرف على الأدوات والمعدات التقنية اللازمة لانتاج الصوت الأنسب قبل البدء فى أى مشروع؛ حتى لا نضيع جهدًا ومالًا فى غير محله، وتلك الأدوات المناسبة غالبًا ما تختلف من مادة اذاعية لأخرى وفق الأسلوب المطلوب الالقاء به، وكذا المكان المطلوبا لتسجيل فيه ومدى اتساعه وانتشار او تقلص الضوضاء خلاله، وهو ما يترتب عليه اختيار نوع محدد من الميكروفونات، وغيره من الأدوات والمعدات.
ومن تلك الأدوات المستخدمة فى عملية التعليق الصوتى هى الميكروفون على اختلاف أنواعه ومهامه وخصائصه، وما إذا كان منفصلًا أم متصلًا، وكذا سماعات الرأس وعوازل الهواء وأجهزة التسجيل، بالاضافة لجهاز كمبيوتر أو ما يحل محله مع ضرورة احتواءه على بعض برامج تعديل وتحرير الصوت والامتدادات والترميزات الصوتية المختلفة، ولكن يُفَضَّل غالبًا اللجوء لاستوديو مجهز بكافة معدات ووسائل العزل المناسبة للحصول على نتائج أفضل.
الخطوة الخامسة : تخيُّر وضع مريح (يفضل واقفًا) : –
عند ممارسة مهنة التعليق الصوتى يجب العلم جيدًا بأنها ليست مجرد صوت تُخْرِجُه من جوفك فحسب.. لكنها مهنة تحتاج إلى تضامن مختلف أعضاء الجسم الحسية والمعنوية حتى تستطيع تَمَلُّك النَّفَس اللازم لاخراج الصوت بأسلوب مناسب وبتعبيرات مناسبة للمضمون، ولذلك عل المعلق أن يتخير وضعه أثناء التسجيل بما يضمن له الراحة الكاملة قبل البدء فى القراءة، وغالبًا ما يُنْصَح بالوقوف مستقيمًا حتى تستطيع التنفس بهدوء والقراءة بأريحية، وهذا يتطلب كذلك الحفاظ على الصحة وعدم ايذاء الحنجرة والأحبال الصوتية بأية مسكرات أو مواد مخدرة أو سجائر أو ما شابه ذلك، بالاضاقة لضرورة الالتزام بعادات مناسبة لا ترهق بها أحبالك الصوتية ولا تؤثر على قوتها ومداها.
الخطوة السادسة : ضبط النص قبل قراءته : –
يُنْصَح بالاهتمام البالغ بضبط النصوص وتشكيلها نحويًا قبل البدء فى التسجيل، وعلى الأقل ضبط آخر أحرُف الكلمات، وتحديد علامات الترقيم المختلفة التى تُظْهِر الوقف والوصل وما الى ذلك من ضوابط لغوية؛ حتى لا يحدث أى خلل فى المعنى وحينها سيطغى الخطأ وإن كان بسيطًا على الفقرة بالكامل وإن كانت قد سُجِّلَت بمنتهى الحرفية.
الخطورة السابعة : تسويق أعمالك : –
يعد التسويق أو الترويج عامة من أهم وسائل النهوض والارتقاء بأية صناعة ونجاح أى مشروع، حيث يهدف التسويق فى المقام الأول لتعريف العميل على المنتج بشكل مباشر أو غير مباشر ما يسهل كثيرًا على أصحاب المشروعات من الوصول للجمهور والاتجار والتربح من وراء منتجاتهم على اختلاف انواعها؛ والمنتج هنا هو صوت ومهارة امكانات المعلق الصوتى؛ ولذا يجب عليه أن يتبنى خطة ترويجية مناسبة للتعريف بنفسه وبأنشطته وأعماله المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من المواقع والمنتديات كافة الوسائل المتاحى للتواصل مع الجمهور وأصحاب المشروعات.
كانت تلك بعض أهم النصائح والارشادات التى يُنْصّح باتباعها بُغْيَة الانضمام لعالم الفويس أوفر والاندماج مع أبناءه .
وفى السياق ذاته وَجَبَ التنبيه على أن العالم يتطور من حولنا بسرعة الصاروخ ما يعنى احتمالية ظهور العديد من التقنيات والأجهزة فى مختلف المجالات، وكذلك الأفكار والمشروعات فى مجالات مستحدثة أو أخرى مًحَدَّثَة؛ وهو ما يوجب علينا ضرورة المتابعة الدورية لمختلف المؤسسات التى تعمل فى هذا المجال ومتابعة أخبار كبار المتخصصين فى هذا المجال لا سيما الأجانب؛ لعل وعسى أن نكتسب منهم فكرًا جديدًا، أو تقنيات ومعلومات قيِّمة قد لا نراها ولا تصبنا فى بُلْداننا إلا بعد مرور عدة أشهر، بل وأحيانًا مرور سنوات وسنوات.