فقد السويدي بيترسون بصره في حادث دراجة عندما كان يبلغ 13 عاما لينشأ -كما يقول- مستهلكا للخدمات التقنية التي يقدمها من لا يعرفون ما يعانيه فاقدو البصر للتأقلم مع منتجاتهم.
من هنا تعلم تكنولوجيا المعلومات بجامعة يورك في تورينتو كندا التي هاجر إليها ليصبح بعدها الكفيف الوحيد بشركة “أي بي أم” في كندا.
مدن ذكية بمبرمجين مكفوفين
حضر بيترسون مؤتمر كيتكوم بالدوحة بناء على طلب من شركة سوبر واير القطرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا ذوي الاحتياجات الخاصة ليعرض بعض التقنيات التي تساعد على دمج الأطفال المكفوفين في عالم التقنية بشكل أسهل.
يحمل بين يديه مجموعة من الأدوات التي تبدو للوهلة الأولى كألعاب بألوان زاهية، ويقول عنها “هذه الأدوات تسمى كود جمبر وهي من إنتاج شركة أميركان برنتنغ هاوس بالتعاون مع ميكروسوفت لتعليم الطلاب فاقدي البصر على مبادئ البرمجة”.
ضرير يعلم الأطفال المكفوفين البرمجة للعيش بالمدن الذكية
كل واحدة من هذه الأدوات تشكل جملة برمجية، وبجمعها يتم عمل كود برمجي متكامل. فمثلا الأداة بالأصفر جملة التكرار في لغة البرمجة أو ما يعرف باللوب (loop) والبرتقالي لجملة الشرط “لو.. إذن” (IF. THEN). وعندما يقوم الطالب بجمع هذه الأدوات بشكل منطقي فإن جهاز الحاسوب الموصول ينفذ الجملة البرمجية بحيث يتم سماع أغنية معينة عدة مرات أو عدة جمل أو إطلاق صوت في حالة معينة بحيث يعرف الطالب مدى صحة الكود الذي أنشأه عن طريق السمع.
يقول بيترسون “أنا مسرور لأني تمكنت من الحضور وعرض هذه الأداة الرائعة التي تساعد الطلاب على فهم البرمجة”. ويضيف “تخيل مجال تكنولوجيا المعلومات الواسع لا يوجد فيه عدد من المبرمجين المكفوفين بسبب عدم وجود أدوات لتعلم البرمجة خاصة بهذه الفئة”.
في الختام يتمنى بيترسون أن يزداد عدد المبرمجين من فاقدي البصر حتى يقوموا بعمل برامج وأدوات أكثر لتساعد هذه الفئة على الانخراط بالمدن الذكية التي سنسكنها مستقبلا.
المصدر: الجزيرة