صدرت دراسة في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2018، حيث جاء في التقرير تصورات أكثر دقة بخصوص عالم الوظائف في العقد القادم -عقد العشرينيات من الألفية الثانية- والتغييرات التي سيشهدها هذا العقد من حيث تصاعد المزيد من الوظائف في مقابل اضمحلال وظائف أخرى.
التقرير أشار إلى أن معدّل الاعتماد على الآلات أو الأتمتة (Automation) في كافة أنواع الوظائف سيرتفع من 29% من العام 2018 إلى نسبة 42% بحلول العام 2022، ثم سيقفز مرة أخرى ليصل إلى 52% بحلول العام 2025، وهو ما يعني قدرة الآلات على أداء أكثر من نصف الوظائف التي يقوم بها البشر خلال بضع سنوات فقط من الآن. هذه الأرقام جعلت المنتدى الاقتصادي العالمي يصدر بحثا مختصرا بخصوص أهم المناصب الوظيفية التي ستتصاعد بحلول العام 2022، وأهم الوظائف التي سيتراجع وجودها والطلب عليها بحلول العام نفسه.
بشكل عام، تشير الدراسة إلى نمو سريع في الوظائف التي تعتمد على البيانات والبرمجة والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، في الوقت الذي تشير فيه إلى تراجع حاد في الوظائف التقليدية المُعتادة مثل المحاسبة وإدخال البيانات والتدقيق التجاري والمهام اليدوية التي يمارسها العمّال في المصانع والورش والتي سوف يتم إحلالها بأنظمة رقمية تؤدي الأدوار نفسها بكفاءة أعلى وتكاليف أقل.
الوظائف الاكثر صعودا:
1- تحليل البيانات
2- الذكاء الاصطناعي و تعلم الالة
3- الادارة العامة و مديرو العمليات
4- تطوير و تحليل البرمجيات
5- التسويق و المبيعات الرقمية
6- متخصصو البيانات الكبيرة
7- متخصصو التحولات الرقمية
8- متخصصو التقنيات الجديدة
9- متخصصو التطوير المؤسسي
10- خدمات تكنلوجيا المعلومات
اننا امام تسونامي التغييرات الكبرى في الأسواق الوظيفية خلال السنوات القليلة المقبلة، فالوظائف التي تتطلب مستوى إبداعيا في إنجاز الأعمال يوميا، ولا تعتمد على التكرارية اليومية، تعتبر هي الحاكمة أصلا لموجة الذكاء الاصطناعي والآلات وأتمتة الوظائف، مجالات مثل تقنية المعلومات وتعلم الآلة والبيانات الكبيرة (Big Data) والذكاء الاصطناعي والبرمجة وتطوير البرمجيات والتطبيقات المختلفة والحملات التسويقية وغيرها، هي كلها مجالات تعتمد بشكل أساسي على الإبداع البشري ولا يمكن إحلالها بالآلة على الأقل في المستقبل القريب.
يبدو أننا بصدد حالة شبيهة بمرحلة ظهور المطبعة للمرة الأولى وما تلاها من إلغاء لمهنة الورّاقين والنسّاخين. لذلك، يبقى الخيار الأفضل سواء لخريجي الجامعات أو حتى أصحاب الوظائف النظامية الثابتة هو التحّول لدراسة هذه المجالات لعمل “تحول وظيفي” (Career shift) محتمل في السنوات المقبلة، يجعلهم يتعاملون مع “المطبعة الجديدة” بدلا من أن يكونوا تحت رحمتها.
المصدر:
The Future of Jobs 2018
The Jobs landscape 2022